بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
أيها الأحبة في الله:
أسأل الله تعالى أن يجعل رمضان هذا العام رمضان عتق رقابنا من النيران، رمضان مغفرة الذنوب والآثام، رمضان المعرفة بالرحمن، رمضان الفردوس الأعلى في الجنان، رمضان خير وبركة علينا جميعًا إن شاء الله.
وفي رمضان هذا العام مخاوف شديدة وبشارات عديدة:
مخاوف أجملتها في محاضرة (أخاف على رمضان):
http://www.manhag.net/droos/details.php?file=342
سواء كان الخوف من الغفلة أو الاستدراج أو عدم تغير الحال كما هو المعتاد كل رمضان، مخاوف من الفتن الكثيرة، وعدم تعظيم قدر رمضان.
وبشارات عديدة - بفضل الله تعالى - أراها أمام عيني، من تسابق على الخيرات، وتنافس في الطاعات، وجد واجتهاد من الإخوة والأخوات، وأرى من الآن من يهاتفني على أنه سيختم كل يوم ونصف، وأنه عاهد الله تعالى على أنه يريه أقصى ما عنده من الطاقة، وآخرون يتحدون الصعوبات، ويعاهدون الله على التوبة النصوح، وتصديقها بأعمال فذة كبيرة في القيام والتهجد، وفي الصدقات، وفي قراءة القرآن.
ونحن على جناحي الخوف والرجاء سنمضي، ونتعبد ربنا بشحنة إيمانية كل يوم من خلال برنامج (أحبك ربي)، والذي أريده لكم جميعًا عملا كشأن الصيام والقيام وقراءة القرآن، شاهدوا الحلقة أو أنزلوها من على الموقع، واجعلوها نصف ساعة قربة، بتطهير القلوب من سوى علام الغيوب، بتزكية النفوس ببلسم حب الله تعالى، بالتودد إلى الله الودود.
ومع الليلة الأولى واليوم الأول: نبدأ الرحلة المباركة، والبداية المحرقة، تؤدي للنهاية المشرقة.
فاليوم أشعل عزيمتك، وألهب حماسك فإنها ليلة العتق، ليلة تصفيد الشياطين، ليلة تفتيح الأبواب، فاقدم فقد فتح باب الوصال بالله تعالى، هيا تقدم وسارع واستبق ونافس، فيا باغي الخيرات أقبل فقد آن أوان الجد.
عندنا ثوابت رمضانية معلومة نريد أن تكون فروضًا إيمانية علينا جميعا لا يتخلف عنها أحد، ويحاسب نفسه إن قصر فيها وكأنه ارتكب إثما كبيرا إن لم يأت بها جميعًا:
الثوابت هي:
(1) الصلاة في أول الوقت، وللرجال الصلاة في المسجد يدرك تكبيرة الإحرام، لا محال للتفريط أبدا، ومع كل صلاة ادع الله أن يبلغك الصلاة التالية تدرك التكبيرة، حتى تنجح في اختبار 150 صلاة هذا العام بجدارة.
(2) 12 ركعة نوافل (ليبني لك بيت في الجنة).
(3) قراءة جزئين من القرآن.
(4) تدبر ولو آية، لتفتح أقفال قلبك:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [سورة محمد: 24].
(5) المحافظة الشديدة على أذكار الصباح والمساء.
(6) الاستغفار، والصلاة على النبي المختار، والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير (الباقيات الصالحات) وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (بحد أدنى 100 مرة).
(7) الدعاء لا سيما قبل الفطر، ووقت السحر، وفي أوقات الإجابة المختلفة (ولو عشر دقائق في كل وقت).
(8) حفظ اللسان، بقلة الكلام "فمن صمت نجا" وهذا صيام اللسان، وحفظ العين عن الالتفات وهذا صيام العين، وحفظ القلب من التشتت والابتعاد عن سماع اللغو والرفث وهذا صيام الأذن والقلب، وهذا باب مجاهدة عظيم، فحاسب نفسك على الكلمة وعلى النظرة، وعلى الخاطرة، ليستقيم لك دينك.
(9) صدقة يومية ولو بربع جنيه، لابد من ذلك لأن الصدقة برهان الإيمان.
(10) تفطير صائم، ولو بتمرة كل يوم.
(11) اشتر مصحفًا وأعطه لمن تتوسم فيه الخير ليقرأ فيه في رمضان ويختم فيه ختمة لتزيد رصيدك.
(12) لا تكتفِ بصلاة القيام في المسجد، لابد من التهجد، فصلِّ وحدك أحيانا أو مع أهلك، أو في مسجد يتهجد فيه، واجتهد في ذلك.
(13) لابد من عمل دعوي تقوم به، من شراء شريط أو مطوية أو كتيب ونشره وتوزيعه، أو نشر مقال أو محاضرة على المنتديات، اسع في إيصال الخير للناس في وقت النداء (يا باغي الخير أقبل)
إخوتاه... هذه ثوابت للجميع.
أمَّا المجتهدون فلهم عندي أعمال فذة كثيرة:
من ينافس: صاحب العشرين ختمة في رمضان هذا العام.
من ينافس: من ورده في صلاة القيام لا يقل عن 10 أجزاء.
من ينافس: من يأتي كل يوم بورد أبي هريرة في الاستغفار (12 ألف مرة).
من ينافس: في إعانة الفقراء والمساكين وتفريج كرب المبتلين، بجمع الصدقات والزكوات وإدخال السرور على المحتاجين، وهذا لعمر الله من أضخم الأعمال لو أننا نفهم فقه ودرجات الأعمال.
من ينافس: الذي سينفق أثمن ما عنده لينال البر وهو أعظم الطاعات
{لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران: 92].
أروا الله أنكم تحبونه، على استعداد البذل بكل ما تستطيعون حتى يرضى،
{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ} [سورة الضحى: 5].
أستحلفكم بالله أحسنوا استقبال رمضان، والله المستعان.
الكاتب : هاني حلمي
المصدر: موقع منهج